فى ظل التوتر غير المسبوق منذ أكثر من ثلاثة عقود فى العلاقات المصرية الأمريكية، من المقرر أن يلتقى رئيس هيئة الأركان الأمريكى مارتن ديمبسى مع قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم فى مصر هذا الأسبوع لمناقشة التطورات الراهنة، فى محاولة لإقناع الجنرالات المصريين بالتخلى عن فكرة محاكمة النشطاء الأمريكيين الذين تم منعهم من مغادرة مصر مؤخرا.
وأوضحت صحيفة "سيدنى مورنينج هيرالد" أن الزيارة المرتقبة تعد بمثابة المحاولة الأخيرة التى يقوم بها المسئولين الأمريكيين لإقناع السلطات المصرية بالتوقف عن مداهمة المنظمات الداعمة للديموقراطية العاملة بمصر، خاصة وأن وزارة الدفاع الأمريكية ترتبط بعلاقات ووثيقة مع جنرالات المجلس العسكرى أكثر من غيرها من مؤسسات الادارة الأمريكية.
وأوضحت الصحيفة أن ديمبسى سوف يقوم بتوصيل رسالة للمسئولين المصريين، مفادها أنه فى حالة عدم التنازل عن محاكمة النشطاء الأمريكيين بتهمة الحصول على تمويلات أجنبية بشكل غير شرعي، فان المساعدات الأمريكية السنوية الى مصر قد تكون مهددة خلال المرحلة المقبلة.
وأشارت الصحيفة الى القرار الذى اتخذه وفد مصرى بالامس بالغاء لقاء كان مقررا مع بعض اعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، وقطع زيارتهم الى واشنطن فى أعقاب تصريحات أدلت بها هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية بالأمس، انتقدت خلالها مداهمة منظمات المجتمع المدنى العاملة بمصر.
وأوضحت الصحيفة أن عددا من المسئولين الأمريكيين قد أعربوا عن رفضهم لأى قرار يتعلق بقطع المعونات الأمريكية عن مصر، معتبرين أن مثل هذا القرار يعد تهديدا صريحا للمصلحة الأمريكية على المدى الطويل.
ومن ناحية أخرى أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن المباحثات التى ستجمع بين ديمبسى و قادة المجلس العسكرى المصرى ستكون بين أصدقاء، موضحة أن اللقاء لن يحمل انذارات أمريكية للسلطات المصرية.
ويرى بعض المحللين، أن الموقف الذى اتخذه المجلس العسكرى تجاه النشطاء الأمريكيين هو محاولة لكسب الدعم الشعبى، خاصة فى ظل المرحلة الراهنة التى يعانى فيها من كثرة الاحتجاجات الرافضة لاستمرار حكم العسكر.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
(ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد)